.قال المخرج خالد يوسف بمناسبة الذكرى الخامسة للمخرج الكبير يوسف شاهين، إن السنين مرت سريعا على الذكرى الخامسة لرحيل مخرجنا الكبير.
وأضاف يوسف في تصريحات خاصة لمصراوي، الاثنين، لم أتخيل أنه رحل عنا وتركنا منذ خمس سنوات ، وعند قيامي بإخراج أي عمل أجده حاضرا بيننا، وأشعر بروحه ترفرف فى كل الأماكن التي نعمل بها، وأعتقد أن شاهين قدم لنا كل الأحداث التى شهدناها فى ثورتنا العظيمة، ولكن مشهدا واحدا لم يتمن رؤيته وهو مشهد الدم المصري المراق على الأرصفة، ولو كان شهد بنفسه هذا المشهد الرهيب كان سيشعر بالألم والعذاب النفسي.
وتابع يوسف : "أعتقد أن القدر له تصرفاته وحكمته فى عدم رؤية شاهين للدم وللانتصار العظيم ، ولو كان حاضرا بيننا لكان سجل ودون هذه المشاهد العظيمة فى أحد افلامه".
وأكد خالد يوسف، أن يوسف شاهين يعد من المخرجين الكبار الذين زرعوا روح التمرد فى روح المصريين منذ 50 سنة، بتقديمه فن المقاومة، وسيرة حياته كلها كانت مقاومه للظلم والقهر، وتعد أفلامه أنصارا للحياة ولقيم الحرية والعدالة، وبالتالي أى نصر يتحقق على أرض مصر كان شاهين حالما به، وفى يقيني أن روحه الطاهرة سعيدة الآن بما حققه تمرد المصريين.
وقال يوسف : شاهين قدم أكثر من 50 سنة سينما زرع بها لبنات هذه الثورة، وأنظر إلى فيلم "عودة الأبن الضال" عندما قال "الشارع لنا والناس التانين دول مش مننا"، وكان يدرك جيدا عظمة هذا الشعب وقوته وجبروته, ونحن كنا مؤمنين بأنه له تجليات ستظهر فى يوم من الأيام , وبلا أدنى شك شاهين يعتبر واحد من الناس الذين كرسوا روح الثورة واستشرفوها وحلموا بها.
وعن صدام شاهين مع الأنظمة الحاكمة والتيارات الدينية قال يوسف : المثقف والمبدع ستجده دائما على يسار أى نظام، لأن المبدع محكوم بحالة الحلم وبواقع أكثر جمالا وتحضرا وتألقا، وحتى لو كان النظام الحاكم يتمتع بصفة العدل والحرية، فلابد من الصدام معه لأنك بتنشر الأزمة الخاصة به ، وشاهين كان دائما على يسار السلطة ولم يأتى من خندقها, وحتى عندما امن بتجربة الرئيس عبد الناصر وكان منحاز له فى بعض المواقف كان أيضا على يساره ، وهناك حقيقة ثابته كلنا نأمن بها عندما ينتمى المبدع لخندق السلطة تسقط منه صفة الابداع.